تأجيل العبادة ضيّعني… وهذه قصتي مع العشر ذي الحجة

تجاهلت الأيام الأولى…
وفي اليوم الخامس صحيت

كنت ناوي أبدأ من بكرا… وفاتني كل شي

هيك بدأت قصتي مع العشر الأوائل.

أيام عظيمة كانت قدامي…
وأنا كل يوم أأجّل وأحكي: "إن شاء الله من بكرا".

اليوم الأول؟ مشغول.

اليوم الثاني؟ تعبان.

اليوم الثالث؟ نسيت.

اليوم الرابع؟ فتحت جوالي وشفت الناس بتصوم وتدعي… وأنا كنت بعيد جدًا.

مش بعيد بالجسم… بعيد بالقلب.

قلبي كان بارد،
كأني مش سامع نداء الرحمة اللي بينزل بهالأيام.

كنت أعرف فضل العشر…
بس كنت دايمًا أحكي:

"بكرا بصوم"
"بكرا أذكر"
"بكرا أتوب"

ولما أجا بكرا… كان راح نص العشر.

اليوم الخامس من ذي الحجة…

صحيت الفجر، فتحت عيوني على صوت أذان…

وقتها حسّيت بثقل جواتي ما حسّيت فيه من زمان.

قعدت، ولبست،

بدون تخطيط رحت على المسجد،

وأنا حتى مش عارف شو بدي أحكي أو أطلب.

صليت.

أول مرة من شهور أحس إني صليت "عن جد".

كنت أحكي مع ربنا كإني طفل تايه
وراجع يبكي بحضن أمه.

قلتله:
"يا رب… ضيعت أربع أيام من أحب الأيام إلك…
بس لا تحرمني من الباقي."

"أنا آسف… بس بدي أرجع."

رجعت على البيت،
مسحت كل التطبيقات اللي تشتّتني.

وحطيت تطبيق الأذكار على الشاشة الرئيسية.
اليوم الخامس صار أول يوم من عمري الجديد.

بدأت أخفف كلام، أزيد استغفار.
خففت تصفح، زدت تسبيح.
حتى أهلي لاحظوا التغيير… وسألوني:

"شو صاير معك؟"

حكيت لهم:
"مش لازم يصير معي مصيبة علشان أرجع.
يكفيني إني كنت غايب، وربنا ناداني مرة ثانية."

صرت أصوم، حتى لو تعبان.
أذكر، حتى لو مشغول.

أدعي، حتى وأنا مو شايف علامات الإجابة.
بس قلبي صار أنقى.

هل كل مشاكلي انحلت؟ لا.

بس لأول مرة بحياتي، أنا مش ندمان.

لأنّي اخترت ما يرضي ربي، حتى لو متأخر.

أحيانًا بتكفي نية صادقة في يوم واحد…

علشان تمسح سنين من الغفلة.

إذا كنت لسه ما بلّشت…
ابدأ من اليوم الخامس، أو السادس، أو حتى العاشر.

المهم تبدأ، قبل ما تندم زيي.

الله ما بيسألنا ليه اتأخرت…
بس بيحب يشوفك راجع.

وإذا رجعت…
رح تلاقيه فاتحلك الباب.

رسالة إلك: لا تنتظر "بكرا"…
يمكن اليوم هو آخر فرصة تملكها.
ابدأ، ولو بخطوة… وبكرا بيكون أطيب.
شاركها مع اللي بتحبهم… خليهم يبدأوا معك.